6 فوائد لتعليم البرمجة للأطفال
لماذا يجب أن يتعلم الأطفال البرمجة؟ الاهتمام بعلوم الكمبيوتر ازداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة؛ فوفقًا للإحصائيات التي نُشرت في تقرير 2019 عن تعليم علوم الكمبيوتر ، فإن 45% من المدارس الثانوية في العالم تُدرِّس علوم الكمبيوتر، مقارنةً بـ 25% في عام 2014.
يرغب معظم الأهالي في أن يصبح أطفالهم متقنين لاستخدام الكمبيوتر، ولما لا؟ فتعلم البرمجة لا يُعِد الطلاب فقط لفرص وظيفية مستقبلية؛ بل يوفر أيضًا مجموعة من المهارات الشخصية والفوائد. في هذا المقال، سنستعرض جميع تلك الفوائد المثبتة بالأبحاث العلمية التي تدعم تعليم البرمجة للأطفال.
أهم فوائد تعليم البرمجة للأطفال
تعليم البرمجة للأطفال يعزز مهارات حل المشكلات لديهم
يشير مصطلح حل المشكلات إلى قدرة الشخص على التعامل مع المواقف المعقدة أو الجديدة بطريقة فعّالة. الشخص الذي يمتلك مهارات حل المشكلات يجمع بين مهارات متنوعة مثل الإبداع، مهارات البحث، التعاون، واتخاذ القرار ليقدم استجابة فعّالة.
في مجال البرمجة، يتعرض المبرمجون باستمرار لتحديات تتطلب منه حل مشكلة ما، ولحل المشكلة يجب عليهم تقسيمها إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للحل، ثم التقدم عبر عملية تكرارية لتحديد الأولويات وتنفيذ الحلول. لذلك، يبدأ الأطفال في تحسين مهاراتهم في حل المشكلات بمجرد أن يواجهوا أول تحدي برمجي.
في دراسة أجريت في عام 2013 على أطفال تتراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات وجدت أن الأطفال عندما يشاركون في بيئة برمجية، تتاح لهم “فرص لتطوير المفاهيم الرياضية، وحل المشكلات، والمهارات الاجتماعية”. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن المشاركين الصغار في الدراسة كانوا يستمتعون بتجربتهم التعليمية وكانوا متفاعلين مع الألعاب والأنشطة البرمجية المناسبة لأعمارهم.
ومع ذلك، قد تختلف الفوائد حسب العمر والتطور العقلي لكل طفل. إذا لم يرغب طفلك في أن يصبح مبرمجًا عندما يكبر، فإن بدء ممارسة البرمجة في سن مبكرة سيساعده في بناء مهارات عقلية ستنفعه في حياته اليومية بعيدًا عن البرمجة. فهل ما زلت تتساءل لماذا يجب أن يتعلم الأطفال البرمجة؟
تعلم البرمجة للأطفال يعزز لديهم التفكير الحاسوبي (Computational thinking)
القدرة على فهم التكنولوجيا والتفاعل معها ليست فقط ميزة إضافية، بل هي ضرورة للعيش في مجتمعنا الرقمي الذي يتطور كل يوم. الأطفال بحاجة إلى معرفة التكنولوجيا؛ بعبارة أخرى، يجب أن يكونوا مثقفين رقميًا.
يشير الوعي الرقمي إلى قدرة الشخص على فهم التكنولوجيا والتفاعل معها بطريقة مدروسة. موضوعات مثل الأمان على الإنترنت، التنمر الإلكتروني والأخلاقيات عبر الإنترنت كلها تندرج تحت مظلة الوعي الرقمي.
على سبيل المثال، الأطفال الذين يجيدون المهارات الرقمية يمكنهم البحث عن مواضيع على الإنترنت، كما ويمكنهم إثبات حضورهم الرقمي والتواصل مع الآخرين من خلال الوسائل الإلكترونية كمنصات التواصل الاجتماعي.
العديد من الأطفال – وخاصة المراهقين – هم بالفعل أكثر كفاءة في الحياة الرقمية وأكثر قدرة على التعامل مع فيض المعلومات الذي يأتي مع الاتصال الدائم بالإنترنت مقارنة بالأجيال السابقة.
تعلم البرمجة يشجع الأطفال على الاستمرارية والمثابرة
علوم الكمبيوتر هي واحدة من المجالات المهنية القليلة التي يكون فيها الفشل المستمر مقبولاً تمامًا. ليس فقط لأن الفشل يمكن التعرف عليه فورًا – أي أن البرنامج “يتعطل” ولا يعمل كما هو متوقع – بل لأن النجاح لا يمكن تحقيقه حتى يتم معالجة جميع الأخطاء. حتى أبسط البرامج تتطلب من المبرمج فهم مجموعة من المشكلات وحلها؛ وإلا فلن يعمل الكود كما هو مطلوب.
لكن مع كل هذا الإحباط والفشل تأتي فائدة حقيقية ودائمة للشخصية: المثابرة.
عندما يبدأ الأطفال في تعلم البرمجة، يتعلمون أن الفشل مؤقت، ولا يجب أن يكون محبطًا أو عائقًا للتقدم. حتى النجاحات الصغيرة يمكن أن توفر التشجيع اللازم للأطفال لتجاوز المشكلات. ومع مرور الوقت، يمكن لهذه المثابرة أن تعزز مثابرة الطفل وتصبح واحدة من أهم المؤشرات على نجاحهم التعليمي والمهني في المستقبل.
تساعد البرمجة طفلك على تطوير عقلية النمو: وهي فلسفة تشير إلى أن قدرة الشخص على التعلم، ويمكن تحسينها، وتعديلها حسب الحاجة، والوقوف بثبات ضد الفشل المحبط.
تعليم البرمجة للأطفال يساعدهم في إدراك الثقافة الرقمية
القدرة على فهم التكنولوجيا والتفاعل معها ليست فقط ميزة إضافية، بل هي ضرورة للعيش في مجتمعنا الرقمي الذي يتطور كل يوم. الأطفال بحاجة إلى معرفة التكنولوجيا؛ بعبارة أخرى، يجب أن يكونوا مثقفين رقميًا.
يشير الوعي الرقمي إلى قدرة الشخص على فهم التكنولوجيا والتفاعل معها بطريقة مدروسة. موضوعات مثل الأمان على الإنترنت، التنمر الإلكتروني والأخلاقيات عبر الإنترنت كلها تندرج تحت مظلة الوعي الرقمي.
على سبيل المثال، الأطفال الذين يجيدون المهارات الرقمية يمكنهم البحث عن مواضيع على الإنترنت، كما ويمكنهم إثبات حضورهم الرقمي والتواصل مع الآخرين من خلال الوسائل الإلكترونية كمنصات التواصل الاجتماعي.
العديد من الأطفال – وخاصة المراهقين – هم بالفعل أكثر كفاءة في الحياة الرقمية وأكثر قدرة على التعامل مع فيض المعلومات الذي يأتي مع الاتصال الدائم بالإنترنت مقارنة بالأجيال السابقة.
تعلم البرمجة يؤمن وظيفة مستقبلية للأطفال
وفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي (The U.S. Bureau of Labor) فإن فرص العمل لمطوري البرمجيات ستنمو بنسبة 21% بين عامي 2018 و2028 وهذا أكثر من أربعة أضعاف المعدل المتوسط لجميع المهن. علاوة على ذلك، ليس كل أصحاب العمل يشترطون حصول المطورين على درجة البكالوريوس؛ العديد منهم يرحب بأي شخص يمتلك المهارات اللازمة والإمكانات العملية نظرًا للنقص الحاد في المواهب.
يجب أن يتعلم الأطفال البرمجة حتى لو لم يكونوا مهتمين بأن يصبحوا مطورين بدوام كامل، حيث يمكنهم الاستفادة مهنيًا من تعلم لغة برمجة أو اثنتين في معظم المجالات الأخرى بعيدًا عن البرمجة، وبغض النظر عن خلفية طفلك التعليمية أو اهتماماته الوظيفية،فقد يكون تعلم البرمجة هي التي تميزه في سوق العمل عن منافسيه!
أكبر عقبة هي إتقان لغة البرمجة الأولى، ولكن بمجرد أن يتعلم الأطفال ذلك، سيكونون في وضع جيد لتعلم لغات وأطر عمل وتقنيات مختلفة في المستقبل.
تعليم البرمجة للأطفال يعزز لديهم الثقة ومهارات التواصل مع الآخرين
البرمجة ليست نشاطًا فرديًا كما يعتقد البعض، حيث يعمل معظم المبرمجين في فرق محاولين بشكل جماعي تحقيق المطلوب منهم.
وجدت دراسة نشرت في مجلة تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات أن أداء المطور مرتبط بشكل جذري بالفريق، لدرجة أن تحسين أحد أعضاء الفريق يتطلب معالجة وتحسين الآخر.
تسجيل طفلك في دورة برمجة يمكن أن يكون وسيلة رائعة لتطوير مهاراته بجانب التعاون مع الآخرين، والأداء الجيد أكاديميًا.
البرمجة تعلم الأطفال أن أي مشكلة يمكن حلها، وأن أي عقبة يمكن التغلب عليها من خلال الجهد والتكرار والعمل الجماعي.
هل هناك أسباب أفضل من هذه لتعلم الأطفال البرمجة؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
1. سكراتش جونيور (ScratchJr):
مناسبة للأطفال من سن 5 إلى 7 سنوات.
تشبه سكراتش ولكنها أبسط وتستهدف الأطفال الأصغر سنًا.
2. سكراتش (Scratch):
مخصصة للأطفال من سن 8 سنوات وما فوق.
تستخدم واجهة برمجة مرئية تعتمد على السحب والإفلات.
تساعد الأطفال على تعلم أساسيات البرمجة بطريقة ممتعة ومبسطة.
3. بلوكلي (Blockly):
لغة برمجة مرئية تشبه سكراتش.
تستخدم في العديد من الأدوات التعليمية لتعليم الأطفال البرمجة بأسلوب تفاعلي.
4. كودو (Kodu):
مخصصة للأطفال الذين يرغبون في تطوير ألعاب ثلاثية الأبعاد.
واجهتها بصرية وتساعد الأطفال على تعلم البرمجة من خلال تصميم الألعاب.
تعلم البرمجة يعزز التفكير المنطقي والإبداعي، يحسن مهارات حل المشكلات، ويعزز الثقة بالنفس، ويؤهل الأطفال لمستقبل رقمي متقدم.
يمكن للأطفال بدء تعلم البرمجة من سن 5-8 سنوات، حيث يكونون قادرين على فهم الأساسيات والتفاعل مع برامج تعليمية موجهة للأطفال.
تعلم البرمجة يمكن أن يساهم في تعزيز القدرات العقلية للأطفال من خلال تحسين التفكير النقدي والتحليلي، والمساعدة في تطوير مهارات حل المشكلات.
تعتمد مدة تعلم البرمجة للأطفال على المنهج والوتيرة التي يتعلم بها الطفل. يمكن أن تبدأ النتائج في الظهور خلال بضعة أشهر من التعلم المنتظم.
تعلم البرمجة يفتح أمام الأطفال فرصاً جديدة في المستقبل، يعزز مهاراتهم التكنولوجية، ويجعلهم أكثر استعداداً لمواجهة تحديات العصر الرقمي.